طول حياتنا بيتزرع في دماغنا فكرة اهمية ممارسة الجنس وتلقي الاهتمام من الانثى، بس محدش فكر ليه؟ طيب، حد هيقولي التستسترون هو السبب، هقولك طيب في ناس عديمي الجنس (Asexual) كتير، ومستويات التستسترون عندهم لا تختلف عن الراجل الطبيعي. بل كمان التستسترون بيتواجد في الشواذ جنسيا. يعني التستسترون مش السبب الرئيسي وفي ناس كتير متفقة على كدا. النظرية السائدة لتفسير انجذابنا ليهم هي الغريزة بتاعت الجين الطماع (ٍSelfish Gene) ومحدش عارف يعزل ايه بالظبط اللي بيحركنا ويحقق الغريزة دي. وده ينقلنا لنقطة تانية: العيلة، عمرك فهمت ليه حد بيبدأ عيلة؟ كان زمان قبل الثورة الصناعية، كان في عصور الزراعة كان الفلاح بيحتاج ايادي كتير في المزارع عشان يضمن اكبر عدد من المحاصيل وفي نفس الوقت الحماية ومن هنا تيجي كلمة "السند" الشهيرة في مصر. طيب، احنا دلوقت في عصر اولوياته اتغيرت بشكل كبير جدا، بحيث انه اللي كان الفلاحين محتاجينه معادش منطقي بسبب الثورة الصناعية والرأس مالية وحماية الحكومة وتطور الرعاية الصحية. بس لسة بنسمع عن اهمية العيلة والسند (اللي ملهاش اي اساس من الاهمية الشخصية) و"خلفتك في الارض". اخر نقطة خلتني اقعد افكر فيها كتير. في الخلفة في الارث في تخليد اسمك في التاريخ. مين فينا مش عايز يبقى حاجة مهمه الدنيا تفتكر اسمه بعد الموت؟ وانا كنت طبعا كدا، بطمع في اني يبقى ليا ارث في الحياة. بعد ما درست فلسفة العدمية، الوجودية والعبثية، أدركت انه مفيش اصلا اي اهمية لأي حاجة بتحصل بعد موتك. أنجازاتك اللي بتتمثل في الكتاب اللي انت كتبته، الأبن اللي انت خلفته، المجتمع اللي انت شكلته أو حتى لو بنيت امبراطورية، كل ده مش هتدرك اي حاجة منه بعد 1 ميللي ثانية من موتك، مش سواد حالك والقابلية على التفكير مثلا، لا ده عدم الوجود زي قبل ما تتولد. يعني اللي انا وصلتله وأمنت فيه، هو انك تضيع وقتك في محاولة جذب انثى عشان تنيك عشان دفعة دوبامين واكسيتوسون ده غباء وانك تخلف وتضيع معظم حياتك في مسئولية عن انسان تاني ده غباء وانك تضيع وقتك في حاجة غير متعتك الحالية ده غباء.